سهر الليالى
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سهر الليالى
وكيف ينام .. من علم أن حبيبه لا ينام؟
النوم سلطان ، هكذا قال الذين من قبلنا ، و هكذا يشعر كل واحد منا ، فمقاومته صعبة ، و الفكاك من سيطرته أمر قاسي ، كما أنه له سطوة على العقول و الأجساد ، و لكن .. هل العقول تنام نوماً كاملاً ؟ يقول العلماء أن النوم له ثلاث درجات ، فدرجة أولى يفقد فيها الإنسان سيطرته على كامل وعيه ، و ثانية يغيب فيها عن الوعي ، أما الثالثة فتأتي فيها الأحلام وهي أعمق درجات النوم. و الأحلام تأتي بتأثير من العقل الباطن ، أي أن العقول لا يمكن أن تنام كاملةً ، و لا ينقطع معين عطائها ، حتى و لو كان هذا العطاء محدوداً أو خارج عن السيطرة.
هذا عن العقل فماذا عن القلب ؟ و هل للنوم سيطرة على القلوب فتنام كما تنام العقول ؟
يقول الله تعالى:
( و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه ...) (الأنفال 24 )
و في رواية للبخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يقول في حديث طويل:
" ... ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، و إذا فسدت فسد الجسد كله ... ألا و هي القلب" ، و يقول أيضاً في حديث رواه الإمام أحمد عن أنس أن النبي صلى اللهم عليه وسلم كان يكثر أن يقول : "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ، فقلنا يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا ؟ فقال: "نعم ، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله عز وجل يقلبها ".
فالقلب الذي هو بين يدي الله تعالى ، و الذي يرتبط بالإنسان عن طريق المولى سبحانه ، لا يمكن له أن ينام وهوبين يدي من لا تأخذه سنة و لا نوم ، و لكن الغفلة هي ما يحدث للقلب و يجعله من الغاويين ، أو الضالين. و لهذا فقول الأمين صلى الله عليه و سلم بأن القلوب تصدأ
و لا تبلى ، هو قول من لا ينطق عن الهوى ، و القلب لا يفنى إلا بفناء العبد ، إنما هو الصدأ و الغفلة اللذان يحولان بين العبد و ربه.
نامت العيون ، و أنت حي قيوم:
في جوف الليل تنام العيون ، و تأوي الأجساد إلى الفراش ،
و هذا هو الطبع الذي فطر الله عليه بني آدم ، فجعل الليل سكناً لهم والنهار معاشاً ليبتغوا من فضله.
و لكن الخالق المحب لخلقه ، يعلم مدى ضعفهم في مقاومة إغراء الدنيا ، و يعلم مقدار انشغالهم بأمور الحياة طيلة نهارهم ، فينتظر منهم في آخر يوم ملئ بالمحاسن و المعاصي أن يلجئوا إليه نادمين على ذنوبهم ، راجين غفرانها ، فيبلغهم على لسان رسوله صلى الله عليه و سلم في حديث لأبي هريرة أنه قال:
" ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول ، فيقول أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر" (رواه الترمذي).
نلاحظ أنه تعالى ذكر قدرته كملك أولاً ، لا ليرهب عباده و لكن ليذكرهم بطلاقة قدرته وليطمئنوا إلى أنه القادر الأوحد ، و الذي لا راد لمشيئته ، فإن شاء المغفرة لهم بدعائهم ، فلن يمنعها أحد عنهم مهما حاول وقصد. الملك المتعال ينادي عباده قبل أن ينادوه ، يتودد لهم قبل أن يرجوه ، يعرض عليهم الغفران قبل أن يدركوا أنهم قد أساءوا ، إنه الإله و لا يفعل هذا إلا الإله عز و جلّ .
إنه الليل و هدوئه ، إنه الميعاد الرباني المتكرر بعدد ليالي الزمان ، إنه الموعد الرحيم لكل عباد الرحمن ، فهل منا من يستطيع النوم و هو يعلم أن حبيبه على باب قلبه ينتظر منه كلمه أو دعاء ؟ هل منا من يمكنه أن يغمض عينيه عن قدس أقداس الرحمة و ملك الملوك و هو تعالى يتحرك شوقاً من أجل لقاء معه ؟ إنه الحبيب الذي نرجوه ، و هو لا يدعونا لموعد فحسب بل يدعونا ليعطي أعظم ما يمكن أن نحصل عليه من عطاء ..
"المغفرة و الرحمة". و إذا تساءل أحدنا لماذا جعل الله تعالى اللقاء في الليل و لم يجعله في أي وقت آخر بعيد عن موعد النوم ؟ أقول أن الحبيب العظيم لم يرد أن يأخذ من أعمالنا و نهارنا إلا الذكر اليسير ، و لم يرد أن يجعلنا نعتاد لقائه إلا بإرادتنا ، فالاحترام و التقدير هو أن تترك لمن تحب حرية و إرادة المجيء إليك ، و قد فعلها الله معنا ، فترك لنا نهارنا نسعى و نعمل لنحصل على الرزق الذي قدره هو لنا ، من غير أن ننشغل عن حياتنا باللقاء الرباني ، اللهم إلا في الصلوات المكتوبة ، والتي نحتاج لها لنجدد شعاب إيماننا ، أما عن لقاء الليل فهو لنا من غير أوامر نطيعها و لا نواهي نتجنبها ، بل هو لقاء الحبيب بحبيبه ، كما أن العفو الشكور أراد لنا بلقاء الليل أن نتجنب معاصي قد انتشرت و نمت في فترة من اليوم كانت تدعى تاريخياً بفترة التسابيح ، و كلنا يعلم أنه لا يستطيع أحد أن يقابل عزيز عليه و ثيابه و نفسه ليست على طهارة درجة اللقاء.
أما الأعظم و الأعلى من كل ما سبق أن الله تعالى أراد لمن يحبه أن يشعر بخصوصية اللقاء ، فموعد الليل الإلهي يتم في حضن سكون الليل و لا يقطع هذا الصمت إلا صوت مرتجف مليء بالدعاء و الرجاء ، صوت عبد حتى و إن لم يدرك ذنبه فقد أدرك حب ربه ، صوت قلب يجمع في كلماته الحب و الخوف ، فتصدق عليه قطرات من لآلئ العين في صورة دموع تنساب على وجنتيه ، فتكون له يوم القيامة نور يسعى بين يديه ، إنه لقاء لا يعرفه إلا من حضره و رأى إبداعاته.
"ركعتا الفجر خير من الدنيا و ما فيها ":
حديث للنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم يوضح أن صلاة الفجر و ركعتا سنة الفجر التي تسبقها هي من أحب الأمور إليه . و في رواية لمسلم ( لهما أحب إليّ من الدنيا جميعها ).
فإذا كانت الدنيا بأسرها و ما فيها لا تساوي في عين النبي صلى الله عليه وسلم شيئا أمام ركعتي الفجر ، فماذا يكون فضل صلاة الفجر ذاتها ؟
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من حافظ عليها و على صلاة العصر دخل الجنة ، و أُبـعـِد عن النار ، فقد روى البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وسلم:
"من صلى البردين دخل الجنة ".
و البردان هما صلاة الفجر و العصر. وقال صلى الله عليه وسلم " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ".
و من بعد الصلاة ربما يحلو للعبد أن يكلم الله تعالى ، و يجعل لنفسه حبل ممدود بينه و بين خالقه فيقرأ القرآن ، و لكن هذا الوقت مشهود من الملائكة ، فتتزاحم لتستمع ، و تدعو لمن أسمعها الخير بكل الخير ، فيكون ثواب القراءة و حصاد الدعاء. إن قرآن الفجر هو صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة , و قد فصل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال:
" يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل , وملائكة بالنهار , ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر , ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم – و هو أعلم بهم - : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلّون ، و أتيناهم وهم يصلّون "
فما أسعد العباد الذين جاهدوا أنفسهم , و زهدوا لذة الفراش و دفئه , فقاموا ليلهم و ذهبوا لموعدهم مع ربهم , ليحصلوا على صك البراءة من النفاق , و ليكونوا أهلاً لبشارة النبي صلى الله عليه وسلم بدخول الجنة , و لينالوا شرف شهادة الملائكة و سؤال ربهم عنهم .
و لكي ندرك عظمة وقت الفجر نجد أن الله تعالى أقسم به فقال:
( و الفجر و ليال عشر..).
إن هذه الصلاة تجدد الإخلاص ، فتحيي قلوب مؤمنة و تجدد عهود صادقة ، و لله رجال صدقوا ما عاهدوه عليه , و كلنا قد عاهدنا المولى على حبه ، و كلنا قد قال في يوم أن الله أغلى عنده مما سواه ، فهل صدق وعدنا و تحقق عهدنا ؟ إن الحبيب الذي وعدناه ، و الغالي الذي رجوناه ينتظرنا كل ليلة ليسمع شكوانا و دعائنا ، ويواعدنا كل فجر ليرزقنا في نهارنا ، و لا يرزق إلا حُـباً و عطاءاً .
فهل لاقيناه في موعده كما انتظرنا هو في موعدنا ؟ فهو لا يخلف الميعاد منذ أن خلقنا و نحن نخلفه ، و هو لم يبعدنا عنه و نحن نبعد ، و هو يتودد لنا و ونحن نلهو و لا نهتم ، دعوني أذكركم أنه الحبيب و إن لذة دقائق النوم وقت الفجر لا تليق أن نتمسك بها و نترك لقاء الحبيب ، إن رب كل شيء و مليكه ينتظرنا بحبه و غفرانه ، و لا يليق بعباد صالحون أن يتركوا حبيبهم و رحمانهم ليفضلوا عليه نوم زائل. و لنجعل دعائنا قبل النوم رصيدنا الذي يعيننا بعد عون الله تعالى لنا ...
فكيف له أن ينام .. من علم أن حبيبه لا ينام؟
اللهم أعيننا على ذكرك و حمدك و حسن عبادتك... آمـيـــــن.
النوم سلطان ، هكذا قال الذين من قبلنا ، و هكذا يشعر كل واحد منا ، فمقاومته صعبة ، و الفكاك من سيطرته أمر قاسي ، كما أنه له سطوة على العقول و الأجساد ، و لكن .. هل العقول تنام نوماً كاملاً ؟ يقول العلماء أن النوم له ثلاث درجات ، فدرجة أولى يفقد فيها الإنسان سيطرته على كامل وعيه ، و ثانية يغيب فيها عن الوعي ، أما الثالثة فتأتي فيها الأحلام وهي أعمق درجات النوم. و الأحلام تأتي بتأثير من العقل الباطن ، أي أن العقول لا يمكن أن تنام كاملةً ، و لا ينقطع معين عطائها ، حتى و لو كان هذا العطاء محدوداً أو خارج عن السيطرة.
هذا عن العقل فماذا عن القلب ؟ و هل للنوم سيطرة على القلوب فتنام كما تنام العقول ؟
يقول الله تعالى:
( و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه ...) (الأنفال 24 )
و في رواية للبخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يقول في حديث طويل:
" ... ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، و إذا فسدت فسد الجسد كله ... ألا و هي القلب" ، و يقول أيضاً في حديث رواه الإمام أحمد عن أنس أن النبي صلى اللهم عليه وسلم كان يكثر أن يقول : "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ، فقلنا يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا ؟ فقال: "نعم ، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله عز وجل يقلبها ".
فالقلب الذي هو بين يدي الله تعالى ، و الذي يرتبط بالإنسان عن طريق المولى سبحانه ، لا يمكن له أن ينام وهوبين يدي من لا تأخذه سنة و لا نوم ، و لكن الغفلة هي ما يحدث للقلب و يجعله من الغاويين ، أو الضالين. و لهذا فقول الأمين صلى الله عليه و سلم بأن القلوب تصدأ
و لا تبلى ، هو قول من لا ينطق عن الهوى ، و القلب لا يفنى إلا بفناء العبد ، إنما هو الصدأ و الغفلة اللذان يحولان بين العبد و ربه.
نامت العيون ، و أنت حي قيوم:
في جوف الليل تنام العيون ، و تأوي الأجساد إلى الفراش ،
و هذا هو الطبع الذي فطر الله عليه بني آدم ، فجعل الليل سكناً لهم والنهار معاشاً ليبتغوا من فضله.
و لكن الخالق المحب لخلقه ، يعلم مدى ضعفهم في مقاومة إغراء الدنيا ، و يعلم مقدار انشغالهم بأمور الحياة طيلة نهارهم ، فينتظر منهم في آخر يوم ملئ بالمحاسن و المعاصي أن يلجئوا إليه نادمين على ذنوبهم ، راجين غفرانها ، فيبلغهم على لسان رسوله صلى الله عليه و سلم في حديث لأبي هريرة أنه قال:
" ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول ، فيقول أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر" (رواه الترمذي).
نلاحظ أنه تعالى ذكر قدرته كملك أولاً ، لا ليرهب عباده و لكن ليذكرهم بطلاقة قدرته وليطمئنوا إلى أنه القادر الأوحد ، و الذي لا راد لمشيئته ، فإن شاء المغفرة لهم بدعائهم ، فلن يمنعها أحد عنهم مهما حاول وقصد. الملك المتعال ينادي عباده قبل أن ينادوه ، يتودد لهم قبل أن يرجوه ، يعرض عليهم الغفران قبل أن يدركوا أنهم قد أساءوا ، إنه الإله و لا يفعل هذا إلا الإله عز و جلّ .
إنه الليل و هدوئه ، إنه الميعاد الرباني المتكرر بعدد ليالي الزمان ، إنه الموعد الرحيم لكل عباد الرحمن ، فهل منا من يستطيع النوم و هو يعلم أن حبيبه على باب قلبه ينتظر منه كلمه أو دعاء ؟ هل منا من يمكنه أن يغمض عينيه عن قدس أقداس الرحمة و ملك الملوك و هو تعالى يتحرك شوقاً من أجل لقاء معه ؟ إنه الحبيب الذي نرجوه ، و هو لا يدعونا لموعد فحسب بل يدعونا ليعطي أعظم ما يمكن أن نحصل عليه من عطاء ..
"المغفرة و الرحمة". و إذا تساءل أحدنا لماذا جعل الله تعالى اللقاء في الليل و لم يجعله في أي وقت آخر بعيد عن موعد النوم ؟ أقول أن الحبيب العظيم لم يرد أن يأخذ من أعمالنا و نهارنا إلا الذكر اليسير ، و لم يرد أن يجعلنا نعتاد لقائه إلا بإرادتنا ، فالاحترام و التقدير هو أن تترك لمن تحب حرية و إرادة المجيء إليك ، و قد فعلها الله معنا ، فترك لنا نهارنا نسعى و نعمل لنحصل على الرزق الذي قدره هو لنا ، من غير أن ننشغل عن حياتنا باللقاء الرباني ، اللهم إلا في الصلوات المكتوبة ، والتي نحتاج لها لنجدد شعاب إيماننا ، أما عن لقاء الليل فهو لنا من غير أوامر نطيعها و لا نواهي نتجنبها ، بل هو لقاء الحبيب بحبيبه ، كما أن العفو الشكور أراد لنا بلقاء الليل أن نتجنب معاصي قد انتشرت و نمت في فترة من اليوم كانت تدعى تاريخياً بفترة التسابيح ، و كلنا يعلم أنه لا يستطيع أحد أن يقابل عزيز عليه و ثيابه و نفسه ليست على طهارة درجة اللقاء.
أما الأعظم و الأعلى من كل ما سبق أن الله تعالى أراد لمن يحبه أن يشعر بخصوصية اللقاء ، فموعد الليل الإلهي يتم في حضن سكون الليل و لا يقطع هذا الصمت إلا صوت مرتجف مليء بالدعاء و الرجاء ، صوت عبد حتى و إن لم يدرك ذنبه فقد أدرك حب ربه ، صوت قلب يجمع في كلماته الحب و الخوف ، فتصدق عليه قطرات من لآلئ العين في صورة دموع تنساب على وجنتيه ، فتكون له يوم القيامة نور يسعى بين يديه ، إنه لقاء لا يعرفه إلا من حضره و رأى إبداعاته.
"ركعتا الفجر خير من الدنيا و ما فيها ":
حديث للنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم يوضح أن صلاة الفجر و ركعتا سنة الفجر التي تسبقها هي من أحب الأمور إليه . و في رواية لمسلم ( لهما أحب إليّ من الدنيا جميعها ).
فإذا كانت الدنيا بأسرها و ما فيها لا تساوي في عين النبي صلى الله عليه وسلم شيئا أمام ركعتي الفجر ، فماذا يكون فضل صلاة الفجر ذاتها ؟
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من حافظ عليها و على صلاة العصر دخل الجنة ، و أُبـعـِد عن النار ، فقد روى البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وسلم:
"من صلى البردين دخل الجنة ".
و البردان هما صلاة الفجر و العصر. وقال صلى الله عليه وسلم " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ".
و من بعد الصلاة ربما يحلو للعبد أن يكلم الله تعالى ، و يجعل لنفسه حبل ممدود بينه و بين خالقه فيقرأ القرآن ، و لكن هذا الوقت مشهود من الملائكة ، فتتزاحم لتستمع ، و تدعو لمن أسمعها الخير بكل الخير ، فيكون ثواب القراءة و حصاد الدعاء. إن قرآن الفجر هو صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة , و قد فصل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال:
" يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل , وملائكة بالنهار , ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر , ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم – و هو أعلم بهم - : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلّون ، و أتيناهم وهم يصلّون "
فما أسعد العباد الذين جاهدوا أنفسهم , و زهدوا لذة الفراش و دفئه , فقاموا ليلهم و ذهبوا لموعدهم مع ربهم , ليحصلوا على صك البراءة من النفاق , و ليكونوا أهلاً لبشارة النبي صلى الله عليه وسلم بدخول الجنة , و لينالوا شرف شهادة الملائكة و سؤال ربهم عنهم .
و لكي ندرك عظمة وقت الفجر نجد أن الله تعالى أقسم به فقال:
( و الفجر و ليال عشر..).
إن هذه الصلاة تجدد الإخلاص ، فتحيي قلوب مؤمنة و تجدد عهود صادقة ، و لله رجال صدقوا ما عاهدوه عليه , و كلنا قد عاهدنا المولى على حبه ، و كلنا قد قال في يوم أن الله أغلى عنده مما سواه ، فهل صدق وعدنا و تحقق عهدنا ؟ إن الحبيب الذي وعدناه ، و الغالي الذي رجوناه ينتظرنا كل ليلة ليسمع شكوانا و دعائنا ، ويواعدنا كل فجر ليرزقنا في نهارنا ، و لا يرزق إلا حُـباً و عطاءاً .
فهل لاقيناه في موعده كما انتظرنا هو في موعدنا ؟ فهو لا يخلف الميعاد منذ أن خلقنا و نحن نخلفه ، و هو لم يبعدنا عنه و نحن نبعد ، و هو يتودد لنا و ونحن نلهو و لا نهتم ، دعوني أذكركم أنه الحبيب و إن لذة دقائق النوم وقت الفجر لا تليق أن نتمسك بها و نترك لقاء الحبيب ، إن رب كل شيء و مليكه ينتظرنا بحبه و غفرانه ، و لا يليق بعباد صالحون أن يتركوا حبيبهم و رحمانهم ليفضلوا عليه نوم زائل. و لنجعل دعائنا قبل النوم رصيدنا الذي يعيننا بعد عون الله تعالى لنا ...
فكيف له أن ينام .. من علم أن حبيبه لا ينام؟
اللهم أعيننا على ذكرك و حمدك و حسن عبادتك... آمـيـــــن.
Heba Allah-
عدد الرسائل : 43
العمر : 35
المزاج : يا رب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك ولعظيم سلطانك
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
رد: سهر الليالى
مشكوووووووووور على الرد
Heba Allah-
عدد الرسائل : 43
العمر : 35
المزاج : يا رب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك ولعظيم سلطانك
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
رد: سهر الليالى
شكرا ليكي يا هبه علي التوبيك الجامد ده
ra7ma-
عدد الرسائل : 67
العمر : 35
المزاج : الحمد لله كويس
تاريخ التسجيل : 11/02/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى